فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وتعقب بأنه توهم ولعل النسبة إلى الحبر غير صحيحة، وكان من يزعم ذلك يزعم أن سد ذي القرنين هو السد المشهور في باب الأبواب وهو مع استلزامه أن يكون يأجوج ومأجوج الخزر والترك خلاف ما عليه المؤرخون فإن باني ذلك السد عندهم كسرى أنو شروان، وقيل: اسفنديار وهو أيضًا لم يبق إلى الآن بل خرب من قبل هذا بكثير، وزعم أن السد ويأجوج ومأجوج هناك وأن الكل قد تلطف بحيث لا يرى كما يراه عصرينا رئيس الطائفة المسماة بالكشفية السيد كاظم الرشتي ضرب من الهذيان وإحدى علامات الخذلان.
وقال ابن سعيد: إن ذلك الموضع حيث الطول مائة وثلاثة وستون درجة والعرض أربعون درجة، وفيه أن في هذا الطول والعرض بلاد الخنا والجين وليس هناك يأجوج ومأجوج، نعم هناك سد عظيم يقرب من مائتينوخمسين ساعة طولًا لكنه ليس بين السدين ولا بانيه ذو القرنين ولا يكاد يصدق عليه ما جاء في وصف سده، ويمنع من القول بذلك أيضًا ما لا يخفى، وقيل: هما بموضع من الأرض لا نعلمه وكم فيها من أرض مجهولة ولعله قد حال بيننا وبين ذلك الموضع مياه عظيمة، ودعوى استقراء سائر البراري والبحاري غير مسلمة، ويجوز العقل أن يكون في البحر أرض نحو أمريقا لم يظفر بها إلى الآن وعدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود وبعد إخبار الصادق بوجود هذين السدين وما يتبعهما يلزمنا الايمان بذلك كسائر ما أخبر به من الممكنات والالتفات إلى كلام المنكرين ناشيء من قلة الدين {وَجَدَ مِن دُونِهِمَا} أي السدي {قَوْمًا} أمة من الناس قيل هم الترك، وزعم بعضهم أن القوم كانوا من الجان وهو زعم باطل لا بعيد كما قال أبو حيان.
{لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} من أقوال اتباع ذي القرنين أو من أقوال من عداهم لغرابة لغتهم وبعدها عن لغات غيرهم وعدم مناسبتها لها مع قلة فطنتهم إذ لو تقاربت فهموها ولو كثرت فطنتهم فهموا ما يراد من القول بالقرائن فتعلموه، والظاهر إبقاء القول على معناه المتبادر.
وزعم بعضهم أن الزمخشري جعله مجازًا عن الفهم مطلقًا أو عما من شأنه أن يقال ليشمل الإشارة ونحوها حيث قال: أي لا يكادون يفهمونه إلا بجهد ومشقة من إشارة ونحوها، وفيه نظر، والظاهر أنه فهم من نفي يكاد إثبات الفهم لهم لكن يعسر وهو بناء على قول بعضهم: إن نفيها إثبات وإثباتها نفي وليس بالمختار وقرأ الأعمش وابن أبي ليلى وخلف وابن عيسى الأصبهاني وحمزة والكسائي: {يَفْقَهُونَ} من الأفعال أي لا يكادون يفهمون الناس لتلعثمهم وعدم تبيينهم الحروف.
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}.
{قَالُواْ} أي بواسطة مترجمهم فإسناد القول إليهم مجاز، ولعل هذا المترجم كان من قوم بقرب بلادهم، ويؤيد ذلك ما وقع في مصحف ابن مسعود قال: الذين من دونهم أو بالذات على أن يكون فهم ذي القرنين كلامهم وإفهامه إياهم من جملة من أتاه الله تعالى من الأسباب، وقال بعضهم: لا يبعد أن يقال القائلون قوم غير الذين لا يفهمون قولًا ولم يقولوا ذلك على طريق الترجمة لهم وأيد بما في مصحف ابن مسعود.
وأيًا ما كان فلا منافاة بين {لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} [الكهف: 93] وقالوا: {قَالُواْ ياذا القرنين إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} قبيلتان من ولد يافث بن نوح عليه السلام وبه جزم وهب بن منبه وغيره واعتمده كثير من المتأخرين.
وقال الكسائي في العرائس: إن يافث سار إلى المشرق فولد له هناك خمسة أولاد جومر وبنرش وأشار واسقويل ومياشح فمن جومر جميع الصقالبة والروم وأجناسهم ومن مياشح جميع أصناف العجم ومن أشار يأجوج ومأجوج وأجناسهم ومن اسقويل جميع الترك ومن بنرش الفقجق واليونان.
وقيل: كلاهما من الترك وروى ذلك عن الضحاك، وفي كلام بعضهم أن الترك منهم لما أخرجه ابن جرير وابن مردويه من طريق السدي من أثر قوي الترك سرية من سرايا يأجوج ومأجوج خرجت فجاء ذو القرنين فبنى السد فبقوا خارجين عنه، وفي رواية عبد الرزاق عن قتادة أن يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة بني ذو القرنين السد على إحدى وعشرين وكانت واحدة منهم خارجة للغزو فبقيت خارجة وسميت الترك لذلك. وقيل: يأجوج من الترك ومأجوج من الديلم، وقيل من الجيل، وعن كعب الأحبار أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم عليه السلام من غير حواء وذلك أنه عليه السلام نام فاحتلم فامتزجت نطفته في التراب فخلق منها يأجوج ومأجوج، ونقل النووي في تفاواه القول بأنهم أولاد آدم عليه السلام من غير حواء عن جماهير العلماء.
وتعقب دعوى الاحتلام بأن الأنبياء عليهم السلام لا يحتلمون، وأجيب بأن المنفي الاحتلام بمن لا تحل لهم فيجوز أن يحتلموا بنسائهم فلعل احتلام آدم عليه السلام من القسم الجائز، ويحتمل أيضًا أن يكون منه عليه السلام إنزال من غير أن يرى نفسه أنه يجامع كما يقع كثيرًا لأبنائه، واعترض أيضًا بأنه يلزم على هذا أنهم كانوا قبل الطوفان ولم يهلكوا به، وأجيب بأن عموم الطوفان غير مجمع عليه فلعل القائل بذلك ممن لا يقول بعمومه وأنا أرى هذا القول حديث خرافة، وقال الحافظ ابن حجر: لم يرد ذلك عن أحد من السلف إلا عن كعب الأحبار، ويرده الحديث المرفوع أنهم من ذرية نوح عليه السلام ونوح من ذرية حواء قطعًا وكأنه عنى بالحديث غير ما روى عن أبي هريرة مرفوعًا ولد لنوح. سام وحام ويافث فولد لسام العرب وفارس والروم وولد لحام القبط والبربر والسودان وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة فإنه صرح بأنه ضعيف، وفي التوراة في السفر الأول في الفصل العاشر والتصريح بأن يأجوج من أبناء يافث.
وزعم بعض اليهود أن مأجوج اسم للأرض التي كان يسكنها يأجوج وليس اسمًا لقبيلة وهو باطل بالنص، والظاهر أنهما اسمان أعجميان فمنع صرفهما للعلمية والعجمة؛ وقيل عربيان من أج الظليم إذا أسرع وأصلهما لهمزة كما قرأ عاصم والأعمش ويعقوب في رواية وهي لغة بني أسد ووزنهما مفعول، وبناء مفعول من ذلك مع أنه لازم لتعديه بحرف الجر.
وقيل: إن كان ما ذكر منقولًا فللتعدي وإن كان مرتجلًا فظاهر، وقال الأخفش: إن جعلنا ألفهما أصلية فيأجوج يفعول ومأجوج مفعول كأنه من أجيج النار، ومن لم يهمزهما جعلها زائدة فيأجوج من يججت ومأجوج من مججت، وقال قطرب: في غير الهمز مأجوج فاعول من المج ويأجوج فاعول من اليج، وقال أبو الحسن علي بن عبد الصمد السخاوي؛ الظاهر أنه عربي وأصله الهمز وتركه على التخفيف وهو إما من الأجة وهو الاختلاف كما قال تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ في بَعْضٍ} [الكهف: 99] أو من الأج وهو سرعة العدو قال تعالى: {وَهُمْ مّن كُلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء: 96] أو من الأجه وهي شدة الحر أو من أج الماء ياج أجوجًا إذا كان ملحقًا مرًا انتهى.
وعلة منع الصرف على القول بعربيتهما العلمية والتأنيث باعتبار القبيلة. وقرأ العجاج، ورؤية ابنه {آجوج} بهمزة بدل الياء. وربما يقال جوج بلا همزة ولا ياء في غير القررن وجاء بهذا اللفظ في كتاب حزقيال عليه السلام {وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ في الأرض} أي في أرضنا بالقتل والتخريب وسائر وجوه الإفساد المعلوم من البشر، وقيل بأخذ الأقوات وأكلها.
روى أنهم كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون شيئًا أؤخضر إلا أكلوه ولا باسًا إلا احتلوه، وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بيب الأوصافي أنه قال: كان فسادهم أنهم يأكلون الناس، واستدل بإسناد مفسدون إلى يأجوج ومأجوج على أن أقل الجمع إثنان وليس بشيء أصلًا {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} أي جعلا من أموالنا.
والفاء لتفريع العرض على إفسادهم في الأرض وقرأ الحسن والأعمش وطلحة وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي وحمزة والكسائي {خراجًا} بألف بعد الراء وكلاهما بمعنى واحد كالنول والنوال.
وقيل: الخرج المصدر أطلق على الخراج والخراج الاسم لما يخرج.
وقال ابن الاعرابي: الخرج على الرؤس يقال: أد خراج أرضك وقال ثعلب: الخرج اخص من الخراج وقيل الخرج المال يخرج مرة والخراج الخرج المتكرر وقيل الخرج ما تبرعت به والخراج ما لزمك إداؤه {على أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّا} حاجزًا يمنعهم من الوصول إلينا، وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو بكر سدًا بضم السين. {قَالَ مَا مَكَّنّى} بالإدغام، وقرأ ابن كثير وحميد بالفك أي الذي مكنني {فِيهِ رَبّى} وجعلني فيه سبحانه مكينًا قادرًا من الملك والمال وسائر الأسباب {خَيْرٌ} أي مما تريدون أن تبذلوه إلى من الخرج فلا حاجة بي إليه {فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ} أي بما يتقوى به على المقصود من الآلات كزبر الحديد أو من الناس أو الأعم منهما، والفاء لتفريع الأمر بالإعانة على خيرية ما مكن الله تعالى فيه من مالهم أو على عدم قبول خرجهم {أَجَعَلَ} جواب الأمر {بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ} تقديم إضافة الظرف إلى ضمير المخاطبين على إضافته إلى ضمير يأجوج ومأجوج لإظهار كمال العناية بمصالحهم كما راعوه في قولهم {بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ} [الكهف: 94] {رَدْمًا} أي حاجزًا حصينًا وحجابًا متينًا وهو أكبر من السد وأوثق يقال: ثوب مردم أي فيه رقاع فوق رقاع، ويقال: سحاب مردم أي متكاثف بعضه فوق بعض، وذكر أن أصل معناه سد الثلمة بالحجارة ونحوها، وقيل: سد الخلل مطلقًا، ومنه قول عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم

ثم أطلق على ما ذكر، وقيل: هو والسد بمعنى، ويؤيد الأول ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: هو كاشد الحجاب وعليه يكون قد وعدهم بالإسعاف بمرامهم فوق ما يرجونه وهو اللائق بشأن الملوك. اهـ.

.قال القاسمي:

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}.
قرئ بفتح السين وضمها. أي: بين الجبلين اللذين سدّ ما بينهما: {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا} أي: من ورائهما أمة من الناس: {لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} لكون لغتهم غريبة مجهولة، ولقلة فطنتهم.
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} أي: في أرضنا بالقتل والإضرار: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} أي: جعلًا نخرجه من أموالنا. وقرئ: {خراجًا} وهو بمعناه: {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} أي: حاجزًا يمنع خروجهم علينا.
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} أي ما جعلني فيه مكينًا من المال والمُلك، أجلُّ مما تريدون بذله. فلا حاجة بي إليه: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} أي: بعَمَلَةٍِ وصنَّاع وآلات: {أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} أي: حاجزًا حصينًا. وأصل معنى الردم سد الثلمة بالحجارة ونحوها. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}.
السدّ بضم السين وفتحها: الجبل.
ويطلق أيضًا على الجدار الفاصل، لأنه يسد به الفضاء، وقيل: الضم في الجبل والفتح في الحاجز.
وقرأه نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم، وأبو جعفر، وخلف، ويعقوب بضم السين وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم بفتح السين على لغة عدم التفرقة.
والمراد بالسدين هنا الجبلان، وبالسد المفرد الجدار الفاصل، والقرينة هي التي عيّنت المراد من هذا اللفظ المشترك.
وتعريف السَّدَّيْنِ تعريف الجنس، أي بين سدّين معينين، أي اتبع طريقًا آخر في غزوه حتى بلغ بين جبلين معلومين.
ويظهر أن هذا السبب اتّجه به إلى جهة غير جهتي المغرب والمشرق، فيحتمل أنها الشمال أو الجنوب.
وعينه المفسّرون أنه للشمال، وبنوا على أن ذا القرنين هو إسكندر المقدوني، فقالوا: إن جهة السدّين بين أرمينيا وأذربيجان.
ونحن نبني على ما عيّناه في الملقب بذي القرنين، فنقول: إن موضع السدين هو الشمال الغربي لصحراء قوبِي الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب منغوليا.
وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثارهُ إلى اليوم شاهدَها الجغرافيون والسائحون وصورت صورًا شمسية في كتب الجغرافيا وكتب التاريخ العصرية.
ومعنى {لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} أنهم لا يعرفون شيئًا من قول غيرهم فلغتهم مخالفة للغات الأمم المعروفة بحيث لا يعرفها تراجمة ذي القرنين لأن شأن الملوك أن يتخذوا تراجمة ليترجموا لغات الأمم الذين يحتاجون إلى مخاطبتهم، فهؤلاء القوم كانوا يتكلمون بلغة غريبة لانقطاع أصقاعهم عن الأصقاع المعروفة فلا يوجد من يستطيع إفهامهم مراد الملك ولا هم يستطيعون الإفهام.
ويجوز أن يكون المعنى أنهم قوم متوغلون في البداوة والبلاهة فلا يفهمون ما يقصده من يخاطبهم.
وقرأ الجمهور: {يَفْقَهُونَ} بفتح الياء التحتية وفتح القاف أي لا يفهمون قول غيرهم.
وقرأ حمزة، والكسائي بضم الياء وكسر القاف أي لا يستطيعون إفهام غيرهم قولهم.
والمعنيان متلازمان.
وهذا كما في حديث الإيمان: «نسمع دويّ صوته ولا نفهم ما يقول».
وهؤلاء القوم مجاورون ياجوج وماجوج، وكانوا أضعف منهم فسألوا ذا القرنين أن يقيهم من فساد ياجوج وماجوج.
ولم يذكر المفسرون تعيين هؤلاء القوم ولا أسماء قبيلهم سوى أنهم قالوا: هم في منقطع بلاد الترك نحو المشرق وكانوا قومًا صالحين فلا شك أنهم من قبائل بلاد الصين التي تتاخم بلاد المغول والتّتر.
وجملة {قَالُوا} استئناف للمحاورة.
وقد بينا في غير موضع أن جمل حكاية القول في المحاورات لا تقترن بحرف العطف كما في قوله تعالى: {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} [البقرة: 30] الآية.
فعلى أول الاحتمالين في معنى {لا يَكَادونَ يَفْقَهونَ قَولًا} أنهم لا يدركون ما يطلب منهم من طاعة ونظام ومع ذلك يعربون عما في نفوسهم من الأغراض مثل إعراب الأطفال، وعلى الاحتمال الثاني أنهم أمكنهم أن يفهم مرادهم بعد لأي.